يُعد العطر جزء غير مرئي من الأسلوب الشخصي المميز لكل فرد، وكما الملابس فإن اختيار العطر المناسب يعتمد على الجزء من اليوم الذي يتم وضعه فيه، فبين أول اليوم وآخره يكمن السر في ظهور الفرق بين العطر الصباحي والمسائي، ولأننا في MYDECANT نهتم بالتفاصيل الساحرة للعطور نصحبكم في رحلة استكشاف الفرق بين العطور المناسبة لأوقات اليوم المختلفة صباحًا ومساءً.
الفرق بين العطر الصباحي والمسائي
إنه أكثر من رائحة. وضع العطر هو ممارسة ينفذها الجميع، لكن اختيار العطر المناسب هو فن لا يتقنه إلا المميزين، الذين يدركون مدى تأثير الرائحة على من حولها، وكيف أنها تسهم في ترك البصمة الشخصية في النفوس.
تم اعتماد استراتيجية تصنيع العطور الرجالية أو النسائية المناسبة لكل فترة من اليوم منذ القِدَم، ولكن هل كان هذا مبنيًا على أساسٍ علمي أم أنه كان محض حيلة تجارية لزيادة نتائج التسويق؟ عند إمعان النظر في التفاصيل الدقيقة للفروق بين العطور الصباحية والمسائية؛ نجد أنها أعمق من أن تكون حيلة تجارية.
تتسم العطور الصباحية بكونها مفعمة بالخفة وأمارات التجدد، إنها تمدُّ واضعها بالحيوية والانتعاش، لتقريب الأمور تخيل أن تصحبك الروائح العشبية أو روائح الحمضيات كالليمون طوال اليوم، أليس مجرد التخيل قد أثار فيك الحيوية وأمد حواسك بالانتعاش.
من ناحيةٍ أخرى تخيل ما الذي تحتاج إليه حاسة الشم لديك في الليل، عندما تتغير لتكون أكثر حدة وأكثر استعدادًا لاستقبال الروائح والتفاعل معها بقدر أكبر من الحسية، إن روائح مفعمة بالإثارة والدفء مثل روائح المسك والعنبر هي النوع المناسب لأوقات نهاية اليوم.
الفرق بين العطر الصباحي والمسائي وكيفية اختيار العطر المناسب بينهما
بالعودة إلى الملابس مرة أخرى؛ سواءً استطعت ملاحظة ذلك أم لا فإن اختياراتك للملابس ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحالتك المزاجية، حسنًا العطور ليست استثناءً، تنطبق عليها نفس القاعدة، باستطاعة العطور المنتقاة جيدًا أن تعبر عن الحالة المزاجية التي تعتريك أثناء اختيارك العطر.
لكن الخدعة هنا تكمن في أنه باستطاعتك أن تقلب الموازين لصالحك، ماذا لو اعتمدت اختيار العطر على الحالة التي ترغب في أن تعيشها على مدار نهار هذا اليوم، أنت بالتأكيد ترغب في أن تصبح أكثر حيوية وانتعاشًا، لذا فإن الروائح الحمضية هي الاختيار المناسب لأول فترات اليوم.
ماذا لو أوكلت مسألة الفرق بين العطر الصباحي والمسائي إلى الملابس؟ إنها فكرة فعالة بقدر ما أنها غريبة، الألوان الفاتحة والتي تناسب الفترات الصباحية سترشدك إلى اختيار العطور "الخفيفة"، بينما تتولى الملابس ذات الألوان الغامقة مهمة إرشادك إلى العطور العميقة والدافئة.
في المساء تنعكس قواعد اللعبة أنت لا ترغب في الشعور بالحيوية بقدر أنك تبحث عن الإثارة، العطور عميقة الرائحة بنوتاته العطرية نافذة التأثير مثل عطر "إيف سان لوران – واي" من متجر ماي ديكانت هو الاختيار المناسب في هذه الأوقات.
العطور النسائية كذلك تتألق في المكونات التي تشكل نوتاتها المختلفة بتأثيرها الجذاب، ففي أوقات تألقكِ النهارية تكون روائح البرتقال والياسمين والليمون هي صديقك الوفي، ذلك لأن باستطاعتها ترك البصمة ذاتها التي ترغبين أنتِ في طباعتها فيمن حولكِ، غير أنها تعمل في صمتٍ تام.
يتشابه الفرق بين العطر الصباحي والمسائي فيما يخص عطور الرجال والنساء، فمكونات العطر هي بطل المشهد، أيًا ما يكن في انتظاركِ مساءً من موعدٍ خاص أو حفلٍ رسمي، العطور المسائية عميقة التأثير هي الاختيار المناسب لكِ، إليكِ مسك التوت الأحمر من إبراهيم القرشي كنموذج على الروائح المناسبة لأوقات المساء المميزة.
دليل الرجال في عالم العطور.. كيف تضع عطرك؟
في أحد أشهر أقواله قال مصمم الأزياء ومخرج الأفلام الأمريكي Tom Ford "إن الأخلاق الحسنة والرائحة الطيبة هي ما يحول الرجل إلى رجلٍ نبيل"، ولأننا لسنا بصدد الحديث هنا عن الأخلاق؛ فدعنا ننظر نظرة عميقة على ما كان يرمي إليه توم بقوله "الرائحة الطيبة".
في إحدى الدراسات ذات الصلة تم إثبات أن النساء يتأثرن برائحة الرجل أكثر من مظهره، وهنا يجدر الانتباه إلى ما يعنيه هذا، لا يقتصر الأمر على اختيار رائحة إذ أن الأمر أكثر تعقيدًا من هذا... متى تضع العطر، وما دافعك لوضع العطر، وأين ترش العطر؟ هذا هو مربط الفرس.
فكَّر عند اختيارك العطر الرجالي المناسب أنك تختار المتحدث الرسمي باسمك، اجعله معبرًا قدر الإمكان، فهو امتدادٌ لشخصيتك، علاوةً على ذلك ترتبط الروائح بشدة بالذكريات، الأمر أصبح أكثر سهولة الآن؛ ما نوع الذكريات التي ترغب في تركها لدى من حولك عندما يشمون عطرك المميز؟
إذا كنت بصدد اختيار العطر لأوقات الدوام فإن روائح الحمضيات أو النعناع يمكن أن تكون اختيارات جيدة، بينما في الحفلات الرسمية والاجتماعات تعمل الروائح الشرقية والعنبر والمسك على إبراز رجولتك، أما في المواعيد الخاصة فالعطور الخشبية هي ما تحتاج إليه بالتأكيد.
أين تضع العطر؟ هل تكتفي برش العطر على الملابس؟ إنك مخطئ تمامًا؛ فأنت تفوَّت على نفسك فرصة الدفعات التي يمنحها نبضك للعطر، تخيل أن العطر ينبض بنبضاتك! ستنبعث الدفقات العطرية بشكل متجدد مع كل نبضة، هذا هو ما يحدث عندما ترش العطر على أماكن النبض في جسمك.
احرص على رش العطر على نقاط النبض مثل الرسغين/ خلف الرقبة/ خلف الأذنين، فهي أماكن ستدفع بعطرك لفترة أطول، بخلاف ما إذا تم الرش على الملابس، الأمر الذي يقلل من التأثير المطلوب، والنصيحة الأخيرة لا تنسَ أبدًا الفرق بين العطر الصباحي والمسائي.
دليلكِ لرائحةٍ أكثر جاذبية.. كيف تختارين عطركِ؟
لعل أهم نصيحة يمكن أن نقدمها لكِ حول اختيار العطور النسائية هي ألا تتبعي الموضة! كون العطر يكلف الكثير أو تم الترويج له على نطاق واسع لا يعني بالضرورة أنه المناسب لكِ، تذكري أن العطر هو البصمة الشخصية لواضعه، لذا احرصي على اختيار البصمة المميزة لشخصيتكِ.
عند اختياركِ العطر المناسب لا تعتمدي أبدًا على الشمة الأولى للعطر، فهي تعكس المكونات العليا من نوتة العطر الأولى، والتي تكون ذات أخف تركيز من تركيزات النوتات العطرية، انتظري حوالي 30 دقيقة حتى تتسرب لحواسكِ الرائحة التي ستحصبكِ على مدار فترة وضعكِ العطر، حينها تتمكنين من اتخاذ القرار المناسب.
بناءً على ما سبق فإني أنصحكِ بشدة بالاجتهاد لفهم الملاحظات التي تتضمنها إرشادات زجاجة العطر، فهي تسمح لكِ بالتعرف على مكونات العطر والنوتات العطرية التي يتألف منها، والتي تساعدكِ في معرفة الفرق بين العطر الصباحي والمسائي في المقام الأول.
معرفة الفرق بين العطر الصباحي والمسائي تمنحك قوة تمييز العطر المناسب لكل مناسبة، وبالتالي ترك البصمة المثالية لشخصيتك في كل مرة.
قد يهمك أيضًا:
المصادر: